ولدٌ صَغيرُ القَلبِ
يَكتبُ ما يَحبُّ على الرَّغيفْ
فيقولُ حَسْبَ روايةٍ عن والدَيه وعن أخيهْ
"الموتُ أسْودُ مثل وَجهِكَ يا صَباحُ
فهل أصدُّك والنهايةُ عند بابِكَ والهلاكُ المستَقَرْ
أنا رائحٌ لله وحدي
ليس في جَيبي سوى قَدَري وأنتَ
وأنتَ لستَ أنا، ولستَ!
فلا أُقرُّ بما أحبُّ أمام مَوتي فانتَظرْ
وانظُر هُناكَ ... فلا أُطيقُكَ
وانتَظِرْ حظِّي معي
غَدُنا الذي ضَيعتَه في الخَبز أولى بالهلاكْ
فأنا أراكَ ..
ودمعُ أميَ حينَ يَخلَصُ ما تَبقَّى من دَقيقٍ لا يراكْ!
فلأي أسبابٍ أطهرُ معدتي؟!
وحبيبتي ..
بنتُ الخَيالِ تَعضُّ غَيركَ
والموائدُ حينَ تَكثُرُ ..
فاعلِمِ الخبَّاز إنَّ الأهل عنكَ تَفرَّقوا
غَدُنا الذي بين القَطِيفةِ والقَذيفةِ
ليسَ أنعمَ رقدةً من فُرنِ طَهوِكَ
ربَّما عظمي أحنُّ على الهلاكِ منَ ارتِطامكَ في فَمي
أو ربّما لو كُنتُ خَبزًا في فَمِ السُّلطانِ
يَشبع من دَمي
ويَغضّ طَرفَ الموتِ عن أهلي ويرضى"
قال لي عمُّ الغلام مفسرًا:
كان الصَغيرُ مقاومًا
ولديهِ عَادتُهُ المخيفةِ في اقتناءِ الموتِ كلَّ رَغيفِ خُبزْ
ولديهِ ظنٌ أنَّ بعضَ الخُبزِ مَصنوعٌ على شَررِ القَنابلِ
بل يَظنُّ بأنَّ خَبَّازَ العَجينِ مُدربٌ جدًا على التَّعذيبِ
واختارَ التَّقاعدَ عنْ قِتالِ عَدوِّهِ
والجُبنُ يُنقصِ في احتدامِ الحَربِ منْ شَرَفِ المقَاتلِ
قال لي بيتُ الغُلامِ بأنَّ:
قبلَ القَصفِ ودَّعني
وقبَّلني وقال: غدًا
سَيحمِلُني دَمي كسَريرِ وَردٍ للنِّهايةِ
خَارجي .. أو دَاخلي
وأَطُولُ سَقفَكَ أو تَطولَ عِظَامَ صَدريَ
أو تُسلِّم ما تبقَّى منْ حِجَارتِكَ العَتيقةِ
-في هُدوءِ الحَربِ- رُوحيَ للرَّمادِ
فإنَّ هذا القَبرُ أدفأُ ..
والحَصيرةُ عندَ بابِ الله أوسَعُ منْ حَصيرَتِنا
سَأهدَأُ يا حُطام البيتِ .. أهدَأُ
أو أنامُ بلا حِسابٍ للمواعِيدِ الممِلَّةِ
فالمدَارسُ سَوفَ تُغلِقُ بَابها
والوَاجباتُ المدرسيةُ ربَّما سَتكونُ عندَ الله أسهَلَ
ربّما في القَبرِ متّسعٌ لما أهوَى
فقَبّلني جِدار َالبيتِ .. سَقفَ البيتِ قَبّلني
وقَبّلْ جَبهتي بحَرارةِ البَارودِ
مِثلِيَ مثل أيِّ مُسافرٍ أو نَازحٍ
قَرَّرتُ مِثلَك -دونَ تَفكيرٍ
بأنْ سَأمُوتُ وَحدِيَ!
عنْ تَميمَتِهِ وإنْ شِئتم فقُولوا عنْ يَتيمَتِه، تَقولُ بأنَّهُ :
"كمْ كانَ يَصمُتُ في حُضورِي
خَائِفًا قَلقًا عَليَّ منَ الحَياةْ
في مَرةٍ خَجلًا يقولُ روايةً عنْ حُلمِهِ:
غَدُنَا جَميلُ الحزنِ ..
مُرٌ كالقَصيدةِ .. مُسكرٌ كنشيدِ أمِّي
رُبما لُعَبُ الصِّغارِ إذا نَجَتْ
كَبُرَتْ لتَأخُذَ ثَأرَنا
فلدَيَّ طَائرةٌ تَرُشُّ الوَردَ فوقَ حَصِيرتي
ولديَّ قُنبلةٌ تُحاكي مِزهريةَ جَدَّتي
وخَزينةٌ يَدويَّةُ التصنِيعِ
أملأها منَ "المصرُوفِ" تَكفي
بعد أعوَامٍ لتَسليحِ الحِجَارةِ بالحَريرْ
غَدُنَا الممرّغُ بالرَّحيلِ مُزركَشٌ
كعَبايَةٍ عَربيةٍ
نُسِجَتْ لتُشبِهَ ما تبقّى منْ رَمادِ المسجدِ الأمويِّ في بَغدادَ
يُشبِهُ ثَلجَ بَيروتَ المعتَّقِ
في اصفِرار الأرض منْ حَولي وحَولِكِ
رُبَّما غَدُنا يُشابِهنا كثيرًا
ليس يُشبِهنا سوى غَدُنَا!!
فهل سَنقُولُ عندَ الله كان الوردُ أسودَ
والسَّماءُ قَميصُها أعمَى .. فأعمى؟!
هل سَيقبلُ حُجَّتي ويَرُدّني حَيًا
إلى بَلَدٍ سوى بلدي
وفي قَدَرٍ سوى قَدَري
يُغيِّر كلّ شيء في ملامِحنا
ويترك لي رُفاتَ أبي
ومَحبَرتي .. ومنْ أهوى
ويَترك لي بِطاقةَ مَوتي الخَضراءْ
ويَترُكني بلا اسمٍ فلا أغترّ بالأسماءْ
ويجعَلني بلا زمنٍ فقد لا أحسِبَ الزَّمنَ
ويَجمع منْ رَمادِ الأرض والتاريخ
قَطْرَ الحُبِّ ..
أَخبِزَ لي بِهِ وَطَنَا
يَكتبُ ما يَحبُّ على الرَّغيفْ
فيقولُ حَسْبَ روايةٍ عن والدَيه وعن أخيهْ
"الموتُ أسْودُ مثل وَجهِكَ يا صَباحُ
فهل أصدُّك والنهايةُ عند بابِكَ والهلاكُ المستَقَرْ
أنا رائحٌ لله وحدي
ليس في جَيبي سوى قَدَري وأنتَ
وأنتَ لستَ أنا، ولستَ!
فلا أُقرُّ بما أحبُّ أمام مَوتي فانتَظرْ
وانظُر هُناكَ ... فلا أُطيقُكَ
وانتَظِرْ حظِّي معي
غَدُنا الذي ضَيعتَه في الخَبز أولى بالهلاكْ
فأنا أراكَ ..
ودمعُ أميَ حينَ يَخلَصُ ما تَبقَّى من دَقيقٍ لا يراكْ!
فلأي أسبابٍ أطهرُ معدتي؟!
وحبيبتي ..
بنتُ الخَيالِ تَعضُّ غَيركَ
والموائدُ حينَ تَكثُرُ ..
فاعلِمِ الخبَّاز إنَّ الأهل عنكَ تَفرَّقوا
غَدُنا الذي بين القَطِيفةِ والقَذيفةِ
ليسَ أنعمَ رقدةً من فُرنِ طَهوِكَ
ربَّما عظمي أحنُّ على الهلاكِ منَ ارتِطامكَ في فَمي
أو ربّما لو كُنتُ خَبزًا في فَمِ السُّلطانِ
يَشبع من دَمي
ويَغضّ طَرفَ الموتِ عن أهلي ويرضى"
قال لي عمُّ الغلام مفسرًا:
كان الصَغيرُ مقاومًا
ولديهِ عَادتُهُ المخيفةِ في اقتناءِ الموتِ كلَّ رَغيفِ خُبزْ
ولديهِ ظنٌ أنَّ بعضَ الخُبزِ مَصنوعٌ على شَررِ القَنابلِ
بل يَظنُّ بأنَّ خَبَّازَ العَجينِ مُدربٌ جدًا على التَّعذيبِ
واختارَ التَّقاعدَ عنْ قِتالِ عَدوِّهِ
والجُبنُ يُنقصِ في احتدامِ الحَربِ منْ شَرَفِ المقَاتلِ
قال لي بيتُ الغُلامِ بأنَّ:
قبلَ القَصفِ ودَّعني
وقبَّلني وقال: غدًا
سَيحمِلُني دَمي كسَريرِ وَردٍ للنِّهايةِ
خَارجي .. أو دَاخلي
وأَطُولُ سَقفَكَ أو تَطولَ عِظَامَ صَدريَ
أو تُسلِّم ما تبقَّى منْ حِجَارتِكَ العَتيقةِ
-في هُدوءِ الحَربِ- رُوحيَ للرَّمادِ
فإنَّ هذا القَبرُ أدفأُ ..
والحَصيرةُ عندَ بابِ الله أوسَعُ منْ حَصيرَتِنا
سَأهدَأُ يا حُطام البيتِ .. أهدَأُ
أو أنامُ بلا حِسابٍ للمواعِيدِ الممِلَّةِ
فالمدَارسُ سَوفَ تُغلِقُ بَابها
والوَاجباتُ المدرسيةُ ربَّما سَتكونُ عندَ الله أسهَلَ
ربّما في القَبرِ متّسعٌ لما أهوَى
فقَبّلني جِدار َالبيتِ .. سَقفَ البيتِ قَبّلني
وقَبّلْ جَبهتي بحَرارةِ البَارودِ
مِثلِيَ مثل أيِّ مُسافرٍ أو نَازحٍ
قَرَّرتُ مِثلَك -دونَ تَفكيرٍ
بأنْ سَأمُوتُ وَحدِيَ!
عنْ تَميمَتِهِ وإنْ شِئتم فقُولوا عنْ يَتيمَتِه، تَقولُ بأنَّهُ :
"كمْ كانَ يَصمُتُ في حُضورِي
خَائِفًا قَلقًا عَليَّ منَ الحَياةْ
في مَرةٍ خَجلًا يقولُ روايةً عنْ حُلمِهِ:
غَدُنَا جَميلُ الحزنِ ..
مُرٌ كالقَصيدةِ .. مُسكرٌ كنشيدِ أمِّي
رُبما لُعَبُ الصِّغارِ إذا نَجَتْ
كَبُرَتْ لتَأخُذَ ثَأرَنا
فلدَيَّ طَائرةٌ تَرُشُّ الوَردَ فوقَ حَصِيرتي
ولديَّ قُنبلةٌ تُحاكي مِزهريةَ جَدَّتي
وخَزينةٌ يَدويَّةُ التصنِيعِ
أملأها منَ "المصرُوفِ" تَكفي
بعد أعوَامٍ لتَسليحِ الحِجَارةِ بالحَريرْ
غَدُنَا الممرّغُ بالرَّحيلِ مُزركَشٌ
كعَبايَةٍ عَربيةٍ
نُسِجَتْ لتُشبِهَ ما تبقّى منْ رَمادِ المسجدِ الأمويِّ في بَغدادَ
يُشبِهُ ثَلجَ بَيروتَ المعتَّقِ
في اصفِرار الأرض منْ حَولي وحَولِكِ
رُبَّما غَدُنا يُشابِهنا كثيرًا
ليس يُشبِهنا سوى غَدُنَا!!
فهل سَنقُولُ عندَ الله كان الوردُ أسودَ
والسَّماءُ قَميصُها أعمَى .. فأعمى؟!
هل سَيقبلُ حُجَّتي ويَرُدّني حَيًا
إلى بَلَدٍ سوى بلدي
وفي قَدَرٍ سوى قَدَري
يُغيِّر كلّ شيء في ملامِحنا
ويترك لي رُفاتَ أبي
ومَحبَرتي .. ومنْ أهوى
ويَترك لي بِطاقةَ مَوتي الخَضراءْ
ويَترُكني بلا اسمٍ فلا أغترّ بالأسماءْ
ويجعَلني بلا زمنٍ فقد لا أحسِبَ الزَّمنَ
ويَجمع منْ رَمادِ الأرض والتاريخ
قَطْرَ الحُبِّ ..
أَخبِزَ لي بِهِ وَطَنَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق