الأربعاء، 15 يونيو 2016

نَموتُ ، ولا يَموتُ الظِّلْ

وقَالتْ : مُتعبٌ يا قَلبُ ، أينَ سَكَنتَ ؟!
لم تَخلُقْ يَدُ النَّحاتِ لي قَلبَاً مِنَ الأَسمَنتْ
وكم أبكِيكَ لا تَبكي وأفرَحُ حينَ تَفرَحُ أنتْ
لماذا يا طُفُوليَّ الهوى تَشْقَى ؟!
أحِنُّ إليكَ فوقَ التَّوقِ
مثلَ يَتيمَةٍ حَنَّتْ لدُميَتِها
أحِنُّ كزَورقٍ للمَدِّ ، للشُّطآنِ
للغَاباتِ حَيثُ نَمَا
أحنُّ لهِجرةٍ في الغيبِ حينَ أمُوتُ مُبتَسِما

أنا كَلِفٌ بهذا الدَّمعِ
أبكي مُغمَضَ العَينَينْ
ظَمآنٌ لهذا الحُلمِ حينَ يَمرُّ منْ وَجَعي
مُبلَّلةٌ مَلابِسُه بحزنِ النَّاسِ
مَحشوٌّ أنا بحقَائبي ودَفاتِري ،
بالقُبلَةِ الأُولى
بشَكوى الأهلِ ضِيقَ العَيشِ
بالتَّاريخِ عُريانَ الحِكايةِ
فَارغَاً يَحبُو بلا ذِكرَى
ومَحشُوٌّ أنا بأظَافري
عَرَقي
ومنْ وَرَقِ
ومَحشُوٌّ بشَوكَةِ وَردَةٍ بَيضَاءَ
كانتْ في زَمانٍ ما بلا مَعنَى
بخَوفٍ يَستَغِلُّ شَجاعَتي في الموتِ
كي يَطغَى على وَجَعي
ومَنسِيٌّ كحَبَّةِ لؤلؤٍ في البَحرِ
مَنسِيٌّ كنَجمٍ في مَدى الصَّحراءِ
يَبكي النُّورَ فوقَ الرَّملْ

ضَعيني فوق هذا الرَّفِّ تِمثَالاً
يُجسِّدُ حُزنَكِ الحَجَريّ
صَخرِيٌّ أنا ، صَخْرِيّ!
أَعيدِي نَحْتَ أورِدَتي ، تَفاصِيلي
وحُلِّي عُقدَةَ الأحزَانِ منْ شَفَتَيّ
أَعيدِي وَشمَ صُورتِكِ التي بَهَتتْ على صَدْري
مَلامِحُنا التي اخْتَلفَتْ لتُشبِهَنا
مَلاحِمُنا مَلامِحُنا
وصَوتُ قَصيدَتي البَكمَاءِ كم لحَنَا!
وظِلٌّ قَاتِم الخُطُواتِ يَلزَمُنا متى لُحْنَا
يَدوسُ النَّاسُ هذا الظِّلْ
لم نَشْجُبْ
يَدورُ على سَواقي الحُزنِ مُمتَحِنَا
يَموتُ الظِّلُ
حينَ يَمُرُّ مَحنِّياً على التَاريخِ دونَ أَمَلْ
يَموتُ الظِّلُ حينَ يَظَلْ!
دَعيني أرقُبُ البَندُولْ
أسأَلُه : متى تَهدَأْ ؟
لماذا تَصدَأُ الأيَّامُ والسَّاعَاتُ لا تَصْدَأْ ؟
كم اتَّسَعَتْ لمِلء حَقائِبي بالمِلحِ كَفُّ الذُّلْ ؟
نَموتُ بِفعلِ هذا الحبِّ دونَ هُدى
نَموتُ
فلا نَموتُ سُدَى
نموتُ
ولا يَموتُ الظِّلْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق